Wonder Club world wonders pyramid logo
×

Reviews for Crime, Culture And The Media

 Crime magazine reviews

The average rating for Crime, Culture And The Media based on 2 reviews is 5 stars.has a rating of 5 stars

Review # 1 was written on 2021-02-05 00:00:00
2008was given a rating of 5 stars Daniel Nolin
قد راق العالم التنكر في زيّ "قريةٍ صغيرةٍ" كما يقول المجاز المبتذل!....وعليه يُمكننا أن نختزل سيرة "الأخبار" بإيجاز، في كونها عجوز قريتنا الغيّابة النمّامة !...غير أن تلك المخلوقة الشديدة الدمامة قد كانت من اللطف يوماً بمكان، أن حملت للناس على أعتاب البيوت والطرقات مُجرد حكاياتٍ مُسلّيةٍ وطُرف ...كما خصصت لهم من يومهم أوقات لتُرتّل على مسامعهم اﻷحداث الشيّقة في الأزقة كالقصائد ...كان هذا قبل أن تحترف فن طهي الصحف ...ليصل الجميع مع الجرائد، حصته اليومية من الكوارث الكونية، ونوائب الدهر، وغدر الزمن ...سيُولد مثلاً في قريتنا ألفُ طفلٍ وطفل، لكنها لن تبيعك إلا نبأ المسخ ذو العين الواحدة !...وإذ أن أرباح تجارةٍ كهذه كانت جدُّ واعدة ..فلقد صار الجميع يُفطر اﻵن مع الخُبز والجُبن، نصيباً من الحزن والحرب والكرب والجيف ... أما عن كيف تعملقت؟ فبالاهتمام !!...تماماً كما حدث منذ أيام، إذ وُجدت وريقة غشٍّ مُحكمة الإتقان بداخل كراسة امتحان لأحد الطلاب ..غَلبَه النسيان ربما فتركها بعدما أتمَّ الجريمة بنجاح ..دفع ذلك أحد زملائي في الصباح التالي لتقصيّ أثر الصبيّ الغبيّ ...لنجده متلبساً بالفعل بوريقةٍ أخرى وإن كان دفعه سابق الاطمئنان لجعلها هذه المرة أكبر!....وسُرعان ما سرت طرافة الخبر في الجامعة كالنار في هشيم رتابتها المحتظر ...لم يذكر أحدٌ في هذه اﻷثناء أنباء الثلاثة الذين حصلوا على الدرجة الكاملة بنفس المادة باقتدار.. لم يُذكروا قط ، ولو حتى على عجل! ..وتحضرني اﻵن حكمة آرثر كلارك إذ قال : "لو وُجدت المدينة الفاضلة ، فلابد أن الصحف فيها ستكون بغاية الملل !!" ..كما يضيف عليه ذاك النهار: وكذلك الحياة يا كلارك...وكذلك الحياة. استطاعت الكاتبة "تيرهي رانتن" ببراعةٍ أن تجعل موضوعا مثيرا للاهتمام كهذا، عبئا رتيبا لا أحرمه الاحترام ...إذ أصرّت على كتابته بطريقة الرسائل البحثية التي تُذيل كل عبارة باسم كاتبها والعام ...الأمر الذي لم يضايقني لسخافته الدقيقة فحسب، بل أيضا لكونه شكّل تنبيهاً لا يكل ولا يمل على مدار أيام ليذكرني بأولوية استكمال رسالتي البحثية المؤجلة والتي كلما مررت بها مسحت عنها الغبار ثم أقرأتها السلام !...لا ينفي ذلك أني نقبت عن هذه الاقتباسات التالية والتي أعدت كتابتها هاهنا بعدما حذفت منها كل أثر من رطانة الأبحاث . هنا تبدأ "تيرهي رانتن" كتابها بهذا الحوار: " المُحاور: هل تعلم ما هي الأخبار؟ تيمو (طفل في السادسة من العمر): إنها تخبرنا بما وقَع من أحداث في كل بلد وتتنبَّأ بالطقس. المُحاور: ما شكل الصور التي ترينها في نشرات الأخبار؟ نينا (طفلة في السادسة من العمر): مثيرة. المحاور: كيف تكون مثيرة؟ نينا: كصورة حريق أو منزل محترق. المِحاور: ما الذي تشعرين به عندما ترين هذه الصور؟ نينا: في الواقع إنها تعجبني. لا أدري لما أحب الصور المفزعة والقصص المثيرة. " ثم تبدأ في سرد مسهب لميلاد الأخبار ..فتقول بتلك المقاطع المتفرقة: "في باريس القرن السابع عشر كان يحتشد مروُجو الأخبار تحت شجرة البلوط في قلب باريس في حدائق القصر الملكي، ويتناقلون شفاهةً معلومات عن الأحداث الجارية: وزعموا معرفة أخبارهم من مصادر خاصة (على سبيل المثال من خطاب، خادم غير كتوم، أو قول تنامى إلى الأسماع)، لكن كانت ثمة عدة مراكز حيوية أخرى لنقل «لغط العامة»، مع تنامي شتى الأخبار إلى المسامع، أهمها مقاعد حديقة تويلري، وحدائق لوكسمبرج، والخطباء غير الرسميين، وكذلك زوايا قصر أوغسطين، وجسر بونت نوف، والمقاهي المعروفة بشائعاتها، والجادات التي صاح فيها باعة الصحف الشعبية المتجولين بنشرات الأخبار أو تغنَّى بها عازفو الأرغن النقال؛ فلمعرفة آخر الأخبار يمكنك أن تقف فحسب بالشارع وتفتح أذنيك." كما تضيف: " وبسبب الفجوة الكبيرة التي فصلت بين الفرد العادي غير المتعلم وبين النخبة المثقفة، احتكرِت الكنيسةُ الثقافةَ الفكرية. فوضعت الكنيسة تقويمها الخاص محددةً فيه الأحداث الهامة بطباعة روزنامات ونتائج، ثم خرجت نتائج التقويم بعد ذلك من حيِّز روزنامات الكنائس المطبوعة، وحَوت دائما سجلا بأعياد القديسين، وأضيفت إليها تنبُّؤات الأبراج والطالع، ثم أدرجت بها أشغال الشهر. وأطلق في كثير من الأحيان على النشرات الإعلانية التي ركزْتٍ على أحداث بعينها اسم «العلاقات»، وفيما بعد «كتب الأخبار" ." "ظهر «حَملَة الأخبار» السيَّارون بالأماكن العامة في المدن الكبرى، حيث كان الناس ينتظرون سماع الأخبار مقابل المال على جسر ريالتو في صورة تشبه الصحف الرسمية. وضمت باريس إبان القرن السادس عشر نحو ١٥٠٠٠ راو للأخبار أو حَملَة الأخبار السيَّارون، بعضهم عمل في تويلري، والبعض عمل بمدن أخرى على مقربة من الأسواق أو الموانئ. كان مروجو الأخبار يحتشدون في لندن خلف كاتدرائية سانت بول، فيما احتشد عادة كتبة الأخبار بالنصف الأول من القرن السابع عشر بالقرب من وستمنستر. " ضربت "رانتن" العديد من الأمثلة لبيان الهوة الزمنية الفارقة بين أخبار الأمس واليوم ...فتقول مثلا: " إن الأخبار كانت تنتقل سريعا، غير أن تدوينها جرى ببطء...على سبيل المثال بلغ خطاب كتبه البابا جريجوري السابع في روما في الثامن من ديسمبر عام ١٠٧٥؛ مدينةَ جوسلار الواقعة بجبال هارتس في الأول من يناير عام ١٠٧٦، وبلغت أنباء وفاة فريدريك بارباروسا في آسيا الصغرى ألمانيا بعدها بأربعةَ أشهر، واستغرَق نبأ وقوع الملك ريتشارد قلب الأسد في الأسر بالنمسا أربعة أسابيع ليبلغ إنجلترا، واستغرقت رحلة الرسول من روما إلى كانتربيري مدةً تصل إلى سبعة أسابيع. من ثَّمَ ، واصَل الناس عيش حياتهم دون العلم ب «الأحداث المهمة» تلك التي وقعت قبل وقت طويل." ورغم أن هذا الكتاب قد صدر بعام 2008، إلا أن اهتمام كاتبته برصد التطور الإخباري الحادث بعد ظهور التلغراف قد اتخذ من الكتاب حيزا أكبر من ابتكار الانترنت على سبيل المثال ، الأمر الذي أضاف للكتاب عيباً آخر...وعلى كلٍ لا يمنع هذا أن ننقل بعض ما جاء فيه: " أتاحِت التلغرافات أيضا إرسال الرسالة نفسها لعدة أماكن في الوقت نفسه، ونسخها لعدد لا حصر له من المرات؛ وهكذا بدأت صناعة الأخبار العالمية على نطاق واسع مع ظهور التلغراف وتأسيس أولى وكالات الأنباء (التلغراف). لكن المفارقة هي أن هذا جعل نقَل الأخبار الإلكترونية أكثر تعقيدا؛ إذ برز فصل أوضح بين جامعي الأخبار ومنتجيها ومستهلكيها؛ فكان جامع الأخبار أشبه بعامل منجم يجمع المواد الخام (المعلومات) التي تُصنَع منها الأخبار ثم تباع للعملاء، وكانت هذه في الواقع بدايةَ تصنيع الأخبار. تم مد خطوط التلغراف في أغلب الدول على طول خطوط السكك الحديدية؛ ومن ثمً ارتبطت زيادة سرعة النقل ارتباطا وثيقًا بزيادة سرعة البث، مع أن كلا منهما باتت منفصلة عن الأخرى؛ فأدى ظهور السكك الحديدية، وبالتالي التلغراف، إلى زيادة التوحيد القياسي للوقت؛ مما زاد من قيمة الأخبار التي لم تعد حداقتها تقاس بعمرها باﻷيام ' كما في عصر ما قبل ظهور التلغراف ' بل صارت تُقَاس بالساعات والدقائق. قبل ظهور السكك الحديدية أدارت كل منطقة (أو إقليم) كافةَ أنشطتها وفق ميقاتها الخاص، بحسب القراءات الشمسية، وأتاح ذيوع الوقت الموحد ظهور جداول زمنية للسكك الحديدية؛ أما قبل ذلك، فكان يوجد ستون توقيتًا مختلفًا للسكك الحديديةَّ بالولايات المتحدة وحدها ، ثم تم تبنِّي توقيت جرينتش عالميٍّا عام ١٨٨٧، وأمكن بحلول هذا الوقت تحديد مكان الأخبار وزمانها لا باليوم فحسب بل بالساعة أيضا، وأمكن للتلغراف بحلول عام ١٨٦٠ إرسال عشر كلمات بالدقيقة، وأمكنه إرسال ١٥٠ كلمة بحلول عام ١٩٠٠، و٤٠٠ كلمة بحلول عام ١٩٢٠. وبحلول عام ١٩٠٠ أمكن لطلبات شراء وبيع الأسهم في لندن أن تبلغ بورصة نيويورك في غضون ثلاث دقائق. واحتدمت المنافسة على الوصول لأحدث الأخبار؛ إذ أصبحت مسألة من يصل إلى الأخبار أولا ويتمكن من توصليها بشكل أسرع إلى العميل مسألة ساعات، ثم دقائق، فثوان. كما قورنت وكالات الأنباء بعضها ببعض من حيث قدرتها على نقل آخر الأخبار وتقديم سيل دائم من الأخبار بلا انقطاع؛ فكان يجب أن تتدفَّق الأخبار بصفة دائمة وبلا انقطاع، سواء أكان صباحا أم مساءً، وسواء أكان في أيام العمل أم فيُ العطلات، وصار «انقطاع الأخبار» أمرًا محالا." ورغم فتنة التلغراف آنذاك إلا أنه كانت له نفس عيوب النقل اليدوي للخبر وإن كانت أخف وطأة ، فعلى سبيل المثال وصل نبأ اغتيال لنكولن بالتلغراف بعد حدوثه ب12 يوما..هذا بالإضافة إلى عيوب أخرى ..كقول الكاتبة هنا: "لم يحظ الشكل الجديد للأخبار المنتجة صناعيٍّا في حينها بقبول عالمي؛و إن هوراس جريلي ' محرر إحدى الصحف البارزة؛ صحيفة نيويورك تريبيون ' كان من تنبَّأ في ١٨٤٥ بأن التلغراف سيتفوق على عملية جمع الأخبار؛ إذ سيقوم بتعهيدها خارج الصحف ليسمح للصحف بتكريس طاقاتها بدلا من ذلك للعمل المتأني الخاص بتحليل الأخبار، غير أن جريلي رأى أنه في غضون وقت قصير أجمعت الآراءُ على العكس؛ إذ تحولت الصحف، بفعل رسائل التلغراف وحركات التقدم التي شهدها عمل المراسلة الصحفية المحلي، إلى مزيج عابر من الأحداث الغريبة. وفي عام ١٨٨١، كان عامِلي التلغراف والمراسلين الصحفيين مالوا إلى الكمَ ' لأنهم كانوا يتقاضون أجورهم بالقطعة، وهدفوا إلى إنتاج أكبر قدر ممكن من الأخبار ' وإلى ما من شأنه أن يثير المشاعر؛ فكتب دادلي أحد المعاصرين آنذاك: «تمتلئ صحفنا كل يوم بأخبار حوادث ووفيات وجرائم تختص بأشخاص لم نسمع بهم من قبل ولن نسمع بهم مجدًدا، وقراءة هذه الصحف لا تحمل أدنى قيمة مادية لأحد." أو كهذا المقطع الذي يستحق القياس على عصور ما بعد الحداثة الحالية: " غيّر ظهور التلغراف بصورة كبيرة مفهوم الزمن لا على نطاق محلي، بل على نطاق عالمي، ويقر أغلب الباحثين بالدور الذي لعبته تكنولوجيا «الاتصالات» في ذلك، مثل التلغراف، إلا أنهم يولون اهتماما أقل للدور الذي لعبه «الوسيط»؛ فقد أصبحت الأخبار في الوقت نفسه سلعة زائلة قصيرة الأجل ولم تعد اﻷذهان تختزنها كما كانت تختزنَ القصص الجديدة، بل صار نسيانها سهلا؛ ومن ثَم يتعين تكرار اﻷخبار أكثر ﻷنها فقدت قيمتها مع الوقت. ومع تزايد ورود الأخبار دعت الحاجةُ إلى طباعتها واختزانها؛ إذ بات من المستحيل أن تختزنها الذاكرة. كما جعلت الصحف من القصص الجديدة أخبارا بالتأسيس للون جديد من الكتابة صنِّف كأخبار لطبيعته الزمانية. الوليد الجديد ' أي الأخبار الإلكترونية؛ محصلة الجمع بين «خفة» انتقال الخبر بالتلغراف و«كثافة» مادة الخبر من حيث المعلومات ' أدى إلى إكساب الأخبار طبيعةً عاجلة وزمانية. فبما أنه يعني أن يكون الخبر جديدا ' ومن ثم عاجلا فقد اكتسبت اﻷخبارَ طبيعة زمانية، الأمر الذي كان سلاحا ذو حديْن؛ إذ أصبحت سلعة رائجة شهيرة، غير أنها أضحت أيضا سهلة الزوال، فتمتعت الأخبار الإلكترونية بأجل قصير جدا، مثلها كمثل ذبابة مايو، التي تحيا لعدة شهور تحت الماء كيرقة، ثم تبرز منه كحشرة بالغة مجنحة لتعيش حياة قصيرة. كان إنتاج الأخبار الواسع النطاق يعني أن عملية إنتاجها باتَت أطول مما كانت، مع أن عملية انتقالها غدْت أقصر، وأن المنتج النهائي أقصر عمرا." ثم كانت الطباعة: " بعام ١٨١١، بلغ إجمالي عدد الصحف التي نشرت في لندن بجميع فئاتها ٥٢ صحيفة، وكانت بمتناول الجميع؛ فضمْت لندن آنذاك ٥٥٩ مقهى عملت في توزيع الصحف، ووجد أغلبها ضرورة لتقديم مجموعة مختارة من الصحف لزبائنهم. من هنا تناولت بسخرية صحيفة لندنية من القطع الكبير، «أخبار من المقهى»، هذه الظاهرة في عام ١٦٦٧: لمن يهوى الطريف والسار ويتوق لسماع الأخبار من كل قطر من الأقطار ... لْيقصد المقهى فَإنها أمور لا يصدقها عقل. إن المقاهي والحانات سهلَت مطالعة الصحف لقاء ثمن المشروبات التي تقدمها لغير القادرين على تحمل تكلفة شرائها، وعَّدْت مهارة القراءة والكتابة آنذاك مهارةً فردية وجماعية؛ فكان المتوقع ممن يستطيعون القراءة أن يقرؤها لمن لا يستطيعون. وقدرِّ عدد القارئين لكل نسخة جريدة بعشرين شخصا على اﻷقل." وأستطيع أن أقول أن أكثر مواطن الكتاب إمتاعا كانت تلك الخاصة بنشأة الوكالات الإخبارية الشهيرة ..إذ تقول فيها مثلا: "كان مؤسسو أولى وكالات التلغراف في أوروبا وهم: ميسرز هافاس، ورويتر، ووولف مواطنين عاملين في زمانهم. إن الأقليات اليهودية، من بين جميع جماعات الشتات في القرن التاسع عشر،التي تميَّزت بسمات هامة كالتمدن والتنقل والثقافة والفصاحة، وهو ما أسهم في نجاحها. حيث دان كل من هافاس ورويتر ووولف باليهودية وألُّموا بعدة لغات، وجربوا الاشتغال بعدة مهن قبل خوض مجال نقل الأخبار الإلكترونية، وفوق كل شيء لم يتقيَّدوا بحدود وطن واحد، وإنما تنقَّلوا بيُسرٍ عبر حدود البلدان، وتمتَّعوا بقدر من الدراية بأحدث التكنولوجيا آنذاك، وهو التلغراف، الذي جمعوا بين استخدامه وبين استخدام الحمام الزاجل في المدن الأوروبية الكبرى في الأيام الأولى: كبرلين ولندن وباريس ، وتمتعوا بقدر من المعرفة في مجال النشر والصحافة والتجارة؛ فكانوا باختصار أحدث صيحة في عصرهم." ثم تضيف :"ومع استعمار القوى العالمية لمناطق شاسعة من العالم، استعمرت وكالات الأنباء هي الأخرى أخبارها عبر تشكيل مناطق إدارية محظورة على غيرها. أولى الاتفاقيات القائمة التي يمكن التثبُت منها في هذا الشأن وقِّعت بين وكالات الأنباء العالمية الثلاث ' هافاس، ورويترز، ووولف (كونتيننتال تليجرافن كومباني) ' عام ١٨٥٩. عِّدلت الاتفاقية ورِوجعت بصفة دورية وشكلت الأساس لاتحاد احتكاري قوي احتكر سوق الأخبار، وقسَمَ بين أعضائه سوق الأخبار العالمية، ودام لأكثر من سبعة عقود. كان المصطلح الأهم آنذاك، الذي يرجع استخدامه إلى اتفاقية عام ١٨٦٧ المبرمة بين وكالة هافاس ورويترز ووولف ' والذي تكرَر بالاتفاقيات كافة من بعدها ' هو «حق الانتفاع الحصري» لترويج الأخبار في المناطق الإدارية لكل وكالة أنباء. وسارت الاتفاقيات بين الوكالات الثلاث على نهج محدد يقضي بأن تتمتَّع وكالات الأنباء العاملية بحقوق انتفاع حصرية بالنسبة إلى الأخبار في مناطقها الإدارية، وكانت الاتفاقيات احتكارا للمبيعات يقضي بأن يتمتَّع الطرف الذي يبسط سيطرته على المنطقة بحق حصري لبيع الأخبار هناك." وحيث أن أرباح سوق الخبر قد وصلت لأنوف الحكومات المتعطشة دوما للانتفاع ، فقد كان لابد من اتفاق لاقتسام كوارث الزمان مع الوكالات الإخبارية آنذاك ..تقول (رانتن): "أسس ميسرز هافاس، ورويتر، ووولف أولى وكالات التلغراف الأوروبية في منتصف القرنِ التاسع عشر في باريس و برلين ولندن، واعتبر ثلاثتهم في بادئ الأمر وكالاتهم شركات خاصة و عدّوا الأخبار المنقولة إلكترونيٍّا سلعةً خاصة أنتجت لتحقق اﻷرباح. نقلت هذه الوكالات منذ البداية الأخبار من «المدن» وإليها، وما تجدر ملاحظته في بواكير نسق هذه المدن هو أنها كانت في بادئ الأمر مدنًا كوزموبوليتانية وليست قومية أو دولية. كانت هذه التجارة عبر حدود المدن التي قامت على سلعة بلا وزن ' هي الأخبار الإلكترونية ' غير مسبوقة.و لعل هافاس ورويتر ووولف قد توهموا أنهم يبسطون من تدابير تجارتهم، لكن عمليا ثبت أن هذا يعقدها. لكن حتى لو كانوا قد توهموا في بادئ الأمر أنهم يديرون نشاطا تجاريٍّا يتجاوز الحدود القومية بين المدن التي تقع بها وكالاتهم والمدن الأخرى، فما لبث أن عارضت حكومات دولهم هذا، إضافةً إلى أنهم هم أنفسهم والوكالات المنافسة لهم اعترضوا عليه، ونتيجة لذلك أسستُ الوكالات الثلاث نظاما من التعاقدات (١٩٣٤-١٨٦٩) قسم تدريجيٍّا سوق الأخبار العالمية بحسب مناطق مصالحها، وأضحى نظام تبادل الأخبار الدولي قويٍّا إلى حد أن الحكومات نفسها ارتأْت ضرورةَ أن تصبح طرفًا في النشاط الإخباري، سواء أكان ذلك بصورة مباشرة أم غير مباشرة." " حتى الآن لا توجد دولة لم تتدخل حكومتها في مرحلة ما في عملية نقل الأخبار، في وقت الأزمات الداخلية أو الخارجية عادةً ؛ وقد أخذ هذا التدخل شكلين رئيسين: عبر التقنيات الحديثة أو عبر وكالات الأنباء، وفي كلتا الحالتين كان يمكن أن يكون التدخل مباشرا أو غير مباشر، لكنه تم دوما باسم المصلحة القومية، وقام ضد المصلحة القومية لدولة أخرى؛ ومن ثَم سرعان ما اعترض إكساب اﻷخبار طابعا قوميا عملية إكسابها طابعا كوزموبوليتانيٍّا. ويُعرف إكساب الأخبار طابعا قوميٍّا ' بعكس إكسابها طابعا كوزموبوليتانيٍّا ' بأنه موقف تدعم فيه الحكومات باسم المصلحة القومية مؤسسات كشركات التلغراف ووكالات الأنباء لتخدم هذه الشركات والوكالات بالدرجة الأولى مصالح دولة قومية بعينها، وقد يتم هذا بصورة غير مباشرة عبر تملك الحكومات لشركات التلغراف أو وكالات الأنباء، أو منحها الترخيص أو الخصم من رسومها، أو تمويلها أو دعمها سياسيٍّا؛ أو بصورة مباشرة عبر تأسيس وكالات أو شركات التلغراف أو الاستحواذ عليها." ولعل هذه السطور توجز ولو قليلا من أثر الإعلام الإخباري الحديث على النفوس : " إن وسائل الإعلام الإلكترونية تخلق مجتمعات لا تتمتع «بحس المكان»، لكن تكشف دراسات عملية إنتاج الأخبار عن مفهوم للمكان أضحى في القرن التاسع عشر أكثر أهميةً في إنتاج الأخبار الإلكترونية عن ذي قبل؛ إذ ولَّد انتقال الأخبار من البقاع النائية وتغلبها على عقبات المكان صورة جديدة من الابتكار فيماٍ يتصل بالحصرية السلعية للأخبار، وتنافست وكالات الأنباء بعضها مع بعض على نقل الأخبار من البقاع النائية بأسرع ما يمكن؛ فبات المكان سلعةً يتاجر بها..كما لم يَعد هناك زمان للأخبار لأنها صارت متاحةً في جميع الأوقات؛ ومن ثم فقدت قيمتَها الماضية التي اعتمدت على ندرتها، وحتى لو كان الخبرُ هوالتقرير الأول من نوعه عن حدث ما، فإن تقارير أخرى تعقبه مباشرةً؛ وكنتيجة لذلك باتَت اﻷخبار ترد في الوقت نفسه في كل مكان وفي اللامكان، وبتعبير أحد الشباب: «الأخبار هي التي تجدنا،َ ولسنا من نجدها»." يُحكى في الأثر أن ذات ليلةٍ كُشف ﻹبراهيم عليه السلام الحُجُب عن النظر ...فأبصر من خلال البلور المقدس ما خَفيّ على اﻷرض من القُساة والجُناة. ...ورغم أنه رأى حينها نذراً يسيراً من أهوال الحياة ... إلا أنه كان كافياً جداً لينضم بعدها إلى الجوقة الكونية من البحار والجبال واﻷرض والسماء... يُنشد مثلها دعاءها المستمر على ابن آدم بالويل و الشقاء ...وبدلاً من أن يُجاب دعائهم قال الرب بوضوح لهم : خلوني والعالمين، لو خلقتموهم لكنتم لهم راحمين .... المفارقة الآن أننا وبلا معجزة أوتينا مثل ما أوتي اﻷنبياء...وهانحن نجلس جميعا من أمام البلور المضئ كقضاة أولياء ...تارةً نلعن هؤلاء، ومرةً نُزكي آخرين ... ولن ندرك ولو بعد حين أننا بالتأله العاجز عن ستر سوأة هذا الملكوت العاري اﻷهوال لم نعد بحاجة للعنات أحد...وأن ليس فينا إبراهيم!! ...إذ كان الله يحبه أكثر، فنزع البلور منه قبل أن يطغيه مثلنا إدمان النظر.
Review # 2 was written on 2012-08-13 00:00:00
2008was given a rating of 5 stars Mike Schofield
Skimmed for thesis. Mills concentrates on women journalists moving from the "women's pages to the front page." This does have information on Herrick.


Click here to write your own review.


Login

  |  

Complaints

  |  

Blog

  |  

Games

  |  

Digital Media

  |  

Souls

  |  

Obituary

  |  

Contact Us

  |  

FAQ

CAN'T FIND WHAT YOU'RE LOOKING FOR? CLICK HERE!!!