Wonder Club world wonders pyramid logo
×

Reviews for War for Palestine: Rewriting the History of 1948

 War for Palestine magazine reviews

The average rating for War for Palestine: Rewriting the History of 1948 based on 2 reviews is 4.5 stars.has a rating of 4.5 stars

Review # 1 was written on 2017-06-28 00:00:00
0was given a rating of 4 stars George Adele
حرب فلسطين: إعادة كتابة تاريخ 1948 – إيوجين روغان. هذا الكتاب هو مجموعة من المقالات أو الملخصات لكتب أخرى من تأليف مجموعة من المؤرخين تسمي نفسها بمجموعة المؤرخين الجدد وتهدف لإعادة كتابة تاريخ حرب فلسطين 1948 ودحض الأساطير الشائعة عنها. ولهذا السبب، فإن نسب الكتاب لإيوجين روغان وأفي شليم كما هو موجود على الجودريدز ليس دقيقاً تماماً.. لكنه من باب المجاز فهما قد لعبا دور المحرر لمحتويات الكتاب بالإضافة إلى الإشتراك في كتابة قسم من محتوياته. ينقسم الكتاب إلى تسعة أقسام لتسع مؤلفين: الفلسطينيون وحرب 1948 – رشيد الخالدي إعادة تقييم الخروج الفلسطيني في 1948 – بيني موريس الدروز ومولد إسرائيل – ليلى بارسونز إسرائيل والتحالف العربي في عام 1948 – أفي شليم الأردن وحرب 1948 – إيوجين روغان العراق وحرب 1948 – تشارلز تريب مصر وحرب 1948 – فواز جرجس سوريا وحرب فلسطين – يوشع لانديز خاتمة: عواقب حرب 1948 – إدوارد سعيد ولولا هذه الخاتمة، لحظي الكتاب عندي بقيمة أكبر. إلا أنه سيظل رغم هذه الخاتمة التي لا ترتقي أبداً لمتن الكتاب أفضل ما قرأته عن حرب فلسطين 1948. سأحاول عرض ملخص أمين وموضوعي قدر الإمكان والتعليق على بعض ما عرضه المؤرخون الجدد. من المهم الملاحظة، بأن الكتاب قد حاول تحليل موقف كل الأطراف العربية المشاركة في الحرب، من فلسطين، الأردن، العراق، مصر، وسوريا.. عدا لبنان لسببين؛ الأول ضعف المشاركة اللبنانية في الحرب، والثاني، تعقيد البيئة اللبنانية الداخلية الذي يجعلها تحتاج إلى بحث منفصل. يبدأ الكتاب في المقالة الأولى في البحث عن ظروف المقاتلين الفلسطينيين قبل الحرب.. ويفسر مسألة مهمة؛ وهي ضعف الوجود الفلسطيني من المقاتلين أثناء حرب 1948 ويعزو الخالدي ذلك إلى أن ثورة 1936 قد استنفذت قدرة الفلسطينيين من ناحية إقتصادية بالإضراب الذي ترك آثاراً مؤذية جداً على الفلسطينيين وقد ضاعف من صعوبات الحصول على سلاح بسبب التدابير البريطانية لمصادرة كل السلاح الذي بحوزة الفلسطينيين بالإضافة إلى منعهم من الإستحواذ على سلاح جديد. ومن المهم هنا، أن نلاحظ تلك الإنتقادات العنيفة الموجهة لشخص أمين الحسيني وهو قائد الفلسطينيين في ذلك الوقت على أنه كان معيناً من قبل البريطانيين ويقبض منهم المال. وأنه لم يكن كفؤاً في القيادة وبعيداً عن الواقع الفلسطيني خاصةً بعد نفيه بعد ثورة 1936. بل أن بعض الإتهامات كانت بفحوى أن الحسيني قد لعب دوراً مهماً للبريطانيين بتهدئة الشارع الفلسطيني في العشرينات إلى عام 1936 حيث لم يعد قادراً على كبح جماح الشعب الفلسطيني الغاضب من تهويد فلسطين.. فاضطر إلى اتخاذ تدابير تصعيدية أثناء الثورة ضد البريطانيين. لكن، لو كان الحسيني عميلاً حقاً فلماذا كان التقرب من الألمان أثناء الحرب العالمية ؟ إن أحد أهم الأحداث التي أساءت لسمعة الحسيني عالمياً هو زيارته الشهيرة إلى برلين واجتماعه بهتلر واتفاقهما على مساندة حق الفلسطينيين في الحرية ومحاربة الخطر اليهودي في فلسطين وداعميهم الإنجليز. نعم، لقد كان للحسيني الكثير من الأعداء داخل فلسطين وبين جميع الدول العربية الأخرى كما سنرى.. ولربما لم يكن من أكفأ القيادات العربية الممكنة.. لكنني أرى بأن الكلام في هذه المقالة كان متحاملاً جداً ضده.. خاصة ذلك الإدعاء والذي يقول عنه الكاتب بأنه شيء مضحك بأنه كيف يكون القائد العام للفلسطينيين رجل دين مسلم في شعب فيه أقلية مسيحية كبيرة ؟ وحقيقةً، لا أدري إن كانت هذه مشكلة حقاً.. إلا إن ثبت بأن الحسيني اتخذ سلوكاً عنصرياً ضد مسيحيي فلسطين رغم أن أحداث الحرب ووقوف مسيحيي فلسطين بشكل غالب مع جيرانهم المسلمين جنباً إلى جنب ضد الصهاينة إنما هو مؤشر على عكس ذلك.. في المقالة الثانية، نقف أمام تتمة مهمة لكتاب بيني موريس "مولد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين" والذي كان موريس قد نشره سابقاً ووصل فيه إلى خلاصة مفادها؛ أنه على الرغم من وجود إتفاق راسخ في لاوعي القيادة الصهيونية بأنه من الضروري إفراغ الأراضي العربية من سكانها العرب.. إلا أنه لا يوجد أدلة على وجود خطة حقيقية لنقل أو طرد الفلسطينيين من أراضيهم.. وأن السبب الرئيسي لحكاية اللجوء الفلسطيني هو الحرب ولا شيء سوى الحرب.. أما ما هو مسجل من بعض أحداث الطرد فهي ما يمكن تسميته بالأدلة الظرفية والتي تؤكد على عشوائية أحداث الطرد أي أنها لم تكن ضمن خطة أو منهجية واضحة في طرد جميع السكان العرب. ويشير موريس في هذا المقال.. أن هناك بعض الوثائق الجديدة التي لم يكن قد إطلع عليها سابقاً.. وهي تؤكد على وجود نية حقيقية من القيادة الصهيونية على طرد العرب وتتمثل بأوامر عسكرية تم تنفيذها في عملية حيرام وهي عملية إحتلال الجليل والشمال الفلسطيني.. إلا أن موريس لا يزال مصراً على عدم وجود أدلة دامغة على وجود خطة مرسومة ومنظمة لذلك. وهنا تكن أهمية المقالة الثالثة لليلى بارسونز والتي تشير إلى أدلة تؤكد على انتقائية عمليات الطرد الصهيونية للسكان العرب.. فهي تقول أنه على سبيل المثال لم يتعرض السكان الدروز إلى الطرد وذلك بسبب التحالف الصهيوني الدرزي قبل وأثناء الحرب والذي جعل الدروز حتى يحاربون إلى جانب القوات الصهيونية ضد السكان المسلمين والمسيحيين.. كما حدث في قرية شفا عمرو حيث دخل القوات الصهيونية ومرت في الحي الدرزي ودخلت الحي المسلم من الخلف ! ورغم أن بعض الدروز قد قاوم القوات الصهيونية كما حدث في قرية يانو.. إلا أنه لم يتعرض أي درزي إلى الطرد حتى أولئك الذين قاتلوا الصهاينة ! وقد أكد موريس في مقاله أن القيادة الصهيونية وبعد إكتمال إحتلال الجليل وطرد الفلسطينيين كانت قد أصدرت أمراً توبيخياً للأحداث التي تخللت حيرام من طرد ومجازر ضد السكان الفلسطينيين وتعهدت بمحاكمة كل من يثبت عليه التورط بتلك الأحداث.. إلا أن موريس يشكك في جدية القيادة الصهيونية بذلك الأمر وذلك لعدم تقديم ولو جندي واحد للمحاكمة. وكل هذه الدلائل تشير إلى رضا صهيوني لما حدث ولربما يشير أيضاً إلى خطة حقيقية مرسومة لطرد السكان العرب لم تكشف بعد. والآن إلى الجزء الأهم من الكتاب؛ ويتمثل في خمس مقالات تتحدث عن ظروف التحالف العربي وحال كل دولة من الدول الخمس التي شكلت معظم نواة القوة العربية المشاركة في الحرب. وهنا، لن أفصل الحديث من خلال مقال واحد.. بل سأجعل من كلامي شاملاً.. قدر المستطاع. كانت الأسطورة الصهيونية تقول بأن العرب رفضوا قرار التقسيم، وبالتالي أعلنوا الحرب على الدولة اليهودية الناشئة وجاؤوا لإلقاء اليهود في البحر.. وأن اليهود كانوا محاصرين من الجيوش العربية من كل الجهات وكانوا قلة أمام الأكثرية العربية الساحقة.. وأن الإنتصار اليهودي كان معجزة تذكرهم بانتصار الملك داوود على جالوت. بينما تبدأ الحكاية في هذا الكتاب لتقول أن التحالف العربي كان شديد الهشاشة وأن الخلافات العربية كانت تحصل على أولوية أكبر من القضية الفلسطينية ذاتها بالنسبة للجيوش العربية. كان هناك داخل التحالف العربي خلاف كبير؛ الأردن والعراق من جهة ويمثلون فئة الهاشميين، وسوريا ومصر والسعودية من جهة أخرى وهو حلف أنشيء خصيصاً لكي يكون نداً للهاشميين. وعلينا هنا أن نتفهم مبرر قيام هذه التحالفات.. وهي من الأهمية بأن تفسر الكثير من مستقبل العلاقات بين هذه الدول في المستقبل سواء في الحرب أو ما بعد الحرب. كان للملك عبدالله مشروع طموح يسمى بمشروع سوريا الكبرى أو الهلال الخصيب.. والأول يمثل وحدة تضم سوريا الجغرافية من الأردن، سوريا، لبنان، فلسطين العربية.. والثاني يضيف على الأولى العراق الهاشمي.. وقد يبدو هذا المشروع بمفاهيم اليوم مشروعاً ساذجاً بسبب الضعف الذي قد تبدو عليه دولة كالأردن أمام الدول المذكورة أعلاه.. بما قد يمكنها من فرض هذا المشروع بالقوة. خاصة، إن علمنا أن مثل هذا المشروع سيلقى مقاومة مصرية وسعودية بطبيعة الحال؛ فالملك فاروق كان يرى بأن نشوء مثل هذه الدولة الكبيرة القوية سيحد من نفوذه كوريث شرعي للدولة العثمانية على الأمة الإسلامية.. والعربية.. بينما كان الملك عبدالعزيز يرى بأن نشوء دولة كبيرة كهذه للهاشميين شمال مملكته سيعزز مطامع الهاشميين باسترداد الحجاز من الدولة السعودية التي كانت قد استحوذت عليها من شقيق الملك عبدالله "علي" قبل حوالي العشرين عاماً. وكي نزيل أي شكوك بالسذاجة على مثل هذا المشروع الطموح للملك عبدالله علينا أن نتفهم حقيقة أنه في ذلك الوقت كان الملك عبدالله يمتلك أقوى جيش عربي في المنطقة والمسمى بالفيلق العربي.. قوة هذا الجيش لا تكمن في الحجم.. بل في النوعية، فهو الجيش صاحب الخبرة الأكبر والعتاد الأفضل والأهم، أن قيادة هذا الجيش هي بريطانية في معظمها.. فقائد أركانه هو جون باغوت غلوب.. أو غلوب باشا كما يسمى لدى الأردنيين. وكان الإعتقاد السائد لدى العرب.. أن الأردن ليس سوى أداة سياسية في يد بريطانيا.. ولهذا كان من الطبيعي جداً أن يهاب العرب الخطط الأردنية.. وأن ينظروا إليها بعين الريبة. من جهة أخرى، كان الملك عبدالله رجلاً واقعياً.. وكان مقدراً للتحديات التي يواجهها الأردن وحده بموارده المحدودة أمام مطامع جيرانه.. فالحرب الهاشمية السعودية في الجنوب لا تزال حاضرة في الأذهان.. وعدم وجود عمق غير صحراوي وبشكل كافي للدولة الأردنية.. سيجعلها في موقف ضعيف وبشكل دائم.. ولهذا السبب.. كان من الضروري له أن يعتمد على البريطانيين في بناء جيش قوي يجعله شوكة صعبة بين جيرانه العدائيين نحوه.. وستظل فكرة الحصول على عمق غير صحراوي بالوحدة مع العراق الهاشمي.. أو مشروع سوريا الكبرى أو الإثنين معاً.. خطة مشروعة أمامه دوماً.. ولم تكن الظروف لتكون مشجعة أكثر لمثل هذا المشروع في أي وقت آخر.. فسوريا قد أعلنت استقلالها عن فرنسا عام 1946 وقد كانت فرنسا قد تركت وراءها جيشاً من الأقليات والذي لا يتسم بالولاء ولا الإستقامة بشكل يمكنه من الحفاظ على استقلال الدولة السورية أمام التحديات الجديدة لها.. وبالأخص، مطامع الملك عبدالله. وبالتالي، فقد كان الرئيس السوري وقتها شكري القوتلي مضطراً لتقليص حجم الجيش السوري الفاسد وغير المخلص له.. من 30 ألف وقت الإستقلال إلى ما لا يتجاوز الـ 6 آلاف رجل عام 1948.. مع محاولات متعددة لإصلاح الجيش.. دونما نجاح يذكر.. لأن مثل تلك المحاولات كانت تؤلب عليه الأقليات.. بسهولة.. وقد كان معروفاً آنذاك.. ترحيب الدروز والعلويين بفكرة مشروع سوريا الكبرى.. بل وأكدت عائلة الأطرش زعماء الدروز مراراً للملك عبدالله أنها ستكون طلائع الجيش الأردني إذا ما قرر غزو دمشق ! وقد شهدت سوريا إضطرابات عديدة مع الدروز.. الذين قطعوا الإتصالات مع دمشق.. وأرسلوا رسائل صريحة إلى القيادة الأردنية بترحيبهم للعب هذا الدور في إسقاط الدولة السورية الشابة. وليس هذا وحسب، فقد وقع الملك عبدالله تحالف الأخوة مع العراق الهاشمي.. مما زاد من المخاوف السورية بتنفيذ المشروع الأردني على شكل غزو ما قادم لسوريا. وحين تدهورت الأمور في فلسطين، أعلن الملك عبدالله عن نيته في إرسال الفيلق العربي إلى فلسطين.. وقد أدى هذا إلى الشك بأن مخطط مشروع سوريا الكبرى سيبدأ من فلسطين بضم الأراضي العربية بموجب قرار التقسيم إلى الأردن ومن ثم التوجه إلى سوريا.. ولهذا السبب.. أصر شكري القوتلي على إقناع مصر والسعودية بمشاركة عسكرية في الحرب في فلسطين رغم رفض الحسيني لقدوم الجيوش العربية والذي كان لا يثق بها.. ويعلم كراهيتها المعلنة له.. وأنهم على الأرجح سيعملوا ضد إنشاء دولة عربية فلسطينية.. في فلسطين. وفعلاً، هذا ما كان.. وبالتالي، دخلت الجيوش العربية إلى فلسطين بأهداف ضد بعضها البعض وليس من أجل القضاء على الدولة اليهودية الناشئة. لم تكن الجيوش العربية مستعدة لحرب طويلة الأمد.. ولم تصلها أي إمدادات أو أسلحة طوال فترة الحرب التي امتدت عشرين شهراً.. وليس ذلك وحسب.. بل أن قسماً كبيراً منها اتخذ مواقف دفاعية طوال فترة الحرب.. لأنه لم تكن هناك ثقة بالجيوش العربية الأخرى.. كي تغطيها أثناء تقدمها.. وهذا ما يمكننا به وصف سلوك الجيش العراقي في فلسطين طوال الحرب.. حتى أنه قد شاعت تسمية تلك الفترة بـ"ماكو أوامر" أي أنه لم تردهم أي أوامر بالهجوم.. وقد كان ذلك لعدم ثقة القيادة العراقية.. بالقيادة البريطانية للفيلق العربي للجيش الأردني.. وقد ناسب هذا الأمر الجيش الأردني تماماً.. فبقاء الجيش العراقي شمال الضفة الغربية كان مناسباً تماماً لحماية الجيش الأردني من الهجمات أثناء قيامه بالإشتباك في معركة القدس واللطرون.. وقد تعمد الصهاينة عدم استفزاز الجيش العراقي بهجمات إضافية عدا الهجوم الشهير على جنين.. والذي نجحت فيه القوات العراقية في صده بسهولة.. وقد كانت السياسة الصهيونية في الحرب من بعد الهدنة الأولى هو عدم المحاربة على أكثر من جبهة في وقت واحد.. وقد سمح عدم التنسيق بين الجيوش العربية والخلافات التي بينهم حدوث ذلك بكل سهولة.. في الجبهة الجنوبية كان الجيش المصري.. وقد كان في حال سيئة للغاية.. فهو لم يتلقَ أي شكل من أشكال التدريب لتحضيره على خوض حرب كبرى.. كما أنه لم يكن أحد متحمساً للحرب من العسكريين لعلمهم التام بهذه الحقيقة.. إلا أن قناعة الملك فاروق بأهمية الحرب للحد من طموح الملك عبدالله بالإضافة إلى الضغوط الشعبية والمزاودات السياسية التي لعبها الأخوان المسلمون الذين فتحوا باب التطوع للحرب في فلسطين أجبر مصر على الذهاب إلى الحرب.. لينتشر الجيش المصري في مساحة كبيرة دون وجود أي قدرة لديه على الدفاع على خطوط إمداداته.. ناهيك عن وجود الخلافات المعلنة بينه وبين الجانب الأردني. هذا الخلاف الذي لم يسمح للملك فاروق في البداية بالإستنجاد بهم في باديء الأمر حين بدأت الأمور تسوء على الجبهة المصرية.. ثم وبعد أن استنجد بهم بالفعل بعد الهدنة الثانية.. كان الأمر قد حسم بالفعل.. من المهم هنا، الإشارة إلى الإتصالات العربية بالقيادة الصهيونية قبل وأثناء الحرب. فمن الموثق أنه قد كانت هناك إجتماعات جمعت الملك عبدالله بالقيادة الصهيونية. لقد كان فيما يبدو أن الملك عبدالله يحاول إحتواء اليهود في دولة واحدة تحت الراية الهاشمية إلا أن الصهاينة رفضوا ذلك بشكل مطلق وتمسكوا بدولة يهودية مستقلة تماماً متمسكين بقرار التقسيم الذي رفضه العرب.. وقد كان الملك عبدالله يتفهم عدم مقدرته وحده أو مع بقية الجيوش العربية من منع قيام دولة يهودية.. ولهذا السبب كان حريصاُ على الخروج من هذه الحرب بأكبر مكاسب ممكنة على الأرض. كانت سوريا قد أسست جيش الإنقاذ في محاولة منها لعدم الزج بكل جيشها في فلسطين ليكون خط دفاع أول عن سوريا ضد الملك عبدالله.. وفي ذات الوقت كي ينتشر هذا الجيش في الأراضي العربية الشمالية من فلسطين وبالتالي، عدم السماح لضمها للأردن.. وقد أوكلت مهمة قيادة هذا الجيش لفوزي القاوقجي الذي كان يكره أمين الحسيني كراهية لا حدود لها.. وكان له إجتماعاته أيضاً مع الصهاينة وقد أكد لهم عدم نيته للقيام بأي شيء لمساعدة قوات الجهاد المقدس التابع للحسيني.. وقد كان عبدالقادر الحسيني قد حضر للقاء قوزي القاوقجي والرئيس شكري القوتلي لطلب المساعدة قبل خروجه للإستشهاد في معركة القسطل الشهيرة وقد خرج من إجتماعه غاضباً وقال كلمته الشهيرة بأن التاريخ سيسجل خيانتكم جميعاً لفلسطين. كانت هذه باختصار شديد، ظروف التحالف العربي في حرب فلسطين 1948.. أي انتصار كان من الممكن له الحدوث في ظل مثل هذه الظروف ؟ وهنا، أود التعقيب على بعض النقاط: عن نفسي، أرى التسلسل التاريخي للقضية الفلسطينية كالتالي: لقد كانت فلسطين قضية أممية بمعنى أنها غير خاصة بالفلسطينيين وحدهم طوال الوجود العثماني فيها.. ثم تحولت فيما بعد إلى قضية قومية.. إي إلى قضية تخص القومية العربية في فلسطين والذي يحدث أن تجمعها بدول الجوار علاقة مباشرة.. ونلاحظ على سبيل المثال: أن عز الدين قسام بطل ثورة 1936 قد جاء من سوريا للجهاد في فلسطين.. ويمكننا القول عموماً بأن السياسة العربية في فلسطين كانت باللعب على وتر القومية تارة والوطنية تارة أخرى حسبما يناسب اللاعب السياسي الذي سيلعب هذه البطاقة أو تلك.. فكان الحسيني مثلاً يمثل الجانب الوطني الفلسطيني.. لكنه وبسبب كونه رجل دين مسلم لم يتخلَ يوماً عن البعد الأممي لفلسطين.. فنجده في أوروبا زمن الحرب العالمية الثانية ينظم جيشاً للمسلمين في البلقان للمحاربة في الجيش الألماني مع هتلر ضد أعدائه -ومن ضمنهم الإنجليز أعداء الحسيني- مما أساء إلى سمعته كثيراً عالمياً بعد الحرب. بينما لعب بقية العرب على وتر القومية فقط لخدمة أهدافهم الوطنية.. لكن، هل يمكننا قول الأمر ذاته عن الملك عبدالله ؟ في الواقع، لا.. ومن المهم هنا.. أن نتفهم نقطة في غاية الأهمية. إن سلوك ملوك مصر، السعودية والأردن كان سلوكاً ملكياً محضاً بشكل يعيد للأذهان سياسة الإقطاع في العصور الوسطى.. حيث كان الوطن هو حيثما كان الملك.. فعملياً.. كان الملك فاروق يقوم بما يعود بمصلحة لشخصه هو كملك وهو بالطبع، زيادة نفوذه على الأمة الإسلامية والعربية كوريث شرعي لدولة الخلافة التركية الزائلة.. وكذلك الأمر مع الملك عبدالله.. الذي كان يرغب بإعادة إحياء حلم والده بدولة الخلافة الهاشمية.. والملك عبدالعزيز.. الذي يريد لملكه الذي سبق أن حصل فيه على الحجاز من الهاشميين كما هو وأن يزيد عليه إن تمكن من ذلك.. بينما كان الوضع في العراق متعدد الأعراق لا يسمح بذات السلوك.. لعدم الإستقرار السياسي.. فالعراق هو أول دولة عربية حصلت على الإستقلال.. وهو يعاني من مشاكله الداخلية السياسية التي قد لا تسمح للملكية فيه بالتوسع إلا لربما في شكل فيدرالي مع الأردن الهاشمي كذلك.. والفدرالية هنا.. قد لا تعود على العراق بفائدة كتلك التي قد تعود على الأردن منها.. ما يهم هنا، هو أن الظروف السائدة في الجانب العربي في حرب فلسطين كانت تشابه ما كانت عليه في زمن ملوك الطوائف في الأندلس.. وكما حدث هناك بأن ضاعت الأندلس.. حدث هنا نفس الشيء بضياع فلسطين. يؤخذ على الكتاب وجود بعض الأخطاء الغريبة.. فقد ورد في المقالة الأولى وأنه قد تم طرد نصف تعداد السكان العرب من فلسطين والبالغ 14 مليون فلسطيني ! وهذا ضرب من المستحيل.. فمن المتفق عليه أن عدد اللاجئين الفلسطينيين ما يقارب 750 ألفاً فقط.. كما أنه قد ورد بعض التضارب في جنسية فوزي القاوقجي.. فتارة يقال بأنه سوري.. وأخرى يقال بأنه عراقي ! وقد يكون هذا أمراً يمكن تفهمه لكثرة الكتاب الذين شاركوا في كتابة هذا الكتاب.. إلا أنه كان يتوجب تنقيح هذه الأخطاء أثناء تحرير الكتاب. النقطة الأخيرة، ما سبق كان ضرورياً لفهم السياق التاريخي لحرب 1948 والأسباب الكامنة وراء الكارثة.. وهذا لا يعني بطبيعة الحال بأن نرتد حقاً إلى مفهوم الوطنية الفلسطينية كما يقول إدوارد سعيد في الخاتمة وأنه ليس ثمة حل آخر عدا التعايش الفلسطيني اليهودي على أرض فلسطين وانتهى الأمر على ذلك. إن ذلك ليس من العدل في شيء.. وصحيح، أن سعيد قد أقر بأنه لن يقوم بمحاكمة أخلاقية لما حدث ذلك الزمن.. وهو بالتالي، لن يقوم بمحاكمة أخلاقية لما يقترحه هو. ولكنني لا أستطيع.. أن أكون كالنساء الألمانيات في برلين اللواتي بعد أن تعرضن للإغتصاب المتكرر من جنود الإحتلال.. أن أبدأ بخياطة أعلام دول الإحتلال وأرحب بهم على أرض بلادي. يؤسفني أن أخبركم أن العرب ليسوا بهذا كالألمان.. لا أستطيع أن أتخيل بأن عربياً واحداً قد يتمكن من تكرار فعل النساء الألمانيات.. رغم يقيني بأن كثيراً من العرب قد ذهب إلى الصهاينة طواعية.. ولربما دون مقابل.. إلا أنه لا يمكنني القول بأنه على بقية الشرفاء منا أن يقوموا بذات الشيء لأنه لا يوجد بديل.. لأنني أعلم بأن الطرف الآخر لن يقبل أن نتشارك الأرض كما يقول سعيد.. لقد أثبت الصهاينة مراراً وتكراراً.. أنهم لا يفهمون سوى مبدأ القوة.. وهذا بالضبط ما يتوجب علينا أن نظهره لهم. فإذا كان جيلي والأجيال التي سبقتني من الضعف والحماقة والفساد والخنوع.. لدرجة أننا لم نتمكن من إظهارها كما يجب.. فعلى أقل تقدير يتوجب علينا أن نلتزم بتهيئة جيل قادم.. قد يتمكن من فعل ذلك يوماً ما.. وهذا أمر لن يكون إلا من خلال العلم والعمل. نعم، أنا مع حل الدولة الواحدة.. لكنها دولة عربية.. ليست يهودية.. نعم، لقد كنا نتعايش معاً سنوات طويلة قبل مجيء الحكم الصهيوني.. وهذا النوع الوحيد من التعايش الذي يمكن لي أن أقبل به. باختصار، إن هذا الكتاب من أفضل ما يمكن أن تقرأه عن حرب فلسطين 1948.. ولربما حتى في السياسة العربية الحديثة.. فحرب فلسطين قد حددت الكثير من سياسة الفترات القادمة.. وقد ظلت لعنة حرب فلسطين تطارد جميع من شاركوا فيها.. وهنا سأسمح لنفسي بأن أقتبس من هذا الكتاب.. هذه الفقرة المعبرة جداً: استمرت حرب فلسطين لمدة تقل عن عشرين شهراً منذ قرار الأمم المتحدة الذي أوصى بتقسيم فلسطين في نوفمبر 1947 وحتى إتفاقية الهدنة الأخيرة بين إسرائيل وسوريا في يوليو 1949. وأدت هذه العشرون شهراً إلى تغيير الخريطة السياسية للشرق الأوسط إلى الأبد، والواقع أن حرب 1948 يمكن النظر إليها على أنها لحظة حاسمة في تاريخ المنطقة بأكملها، لقد تم تدمير فلسطين العربية وقامت دولة إسرائيل الجديدة وعانت مصر وسوريا ولبنان مرارة الهزيمة، وانكفأ العراق على نفسه وحققت الأردن على أفضل تقدير انتصاراً باهظ الثمن، كما فقد الرأي العام العربي غير المهيأ للهزيمة، ناهيك عن هزيمة بهذا الحجم، الثقة في حكامه. وفي غضون ثلاثة أعوام من نهاية حرب فلسطين تم إغتيال رئيسي وزراء مصر ولبنان والملك عبدالله ملك الأردن، كما تمت الإطاحة برئيس سوريا وملك مصر من خلال انقلابين عسكريين، ولم يؤثر أي حدث في السياسات العربية في النصف الثاني من القرن العشرين على هذا النحو العميق، كما فعل ذلك الحدث والحروب العربية الإسرائيلية والحرب الباردة في الشرق الأوسط ونشوء الكفاح الفلسطيني المسلح وسياسة صنع السلام وكل تعقداتها هي نتيجة مباشرة لحرب فلسطين. انتهى الإقتباس.
Review # 2 was written on 2015-05-12 00:00:00
0was given a rating of 5 stars Matthew Shea
When I was in my first year of university I had a a devout Muslim flat mate who prayed five times a day. At the same time I had a good Jewish friend who passionately believed in the State of Israel. From these two people I received two incompatible versions of the events of 1948. This made me try and reconcile these two versions of history. The reality is that the two versions are not reconcilable. The story of Palestinian Arabs voluntarily vacating their homes at the behest of their governments whilst the Arab armies advanced into Palestine in order to destroy the infant Jewish state became one that I could no longer accept given the evidence. This has become the position of Israeli historians termed the "New Historians" in Israel. This book gives a good account of their arguments. The position that the Arab armies were dispatched to protect the Palestinian Arabs is strongly refuted with Arab rulers seeking to gain advantage over each other rather than assist the Palestinian Arabs. There are myths maintained by both sides of the Arab Israeli divide. But it does need to be acknowledged that the Palestinian Arabs were the victims in 1948. In 1948 they were systematically expelled from their homes and villages and in not just one or two instances murderously. They were not just the victims of the expansion of the nascent Israeli state of Arab state ineptitude and duplicity. Today it is only in Jordan that Palestinians have full citizenship. In other Arab countries Palestinians are prohibited from employment in certain occupations and suffer other disabilities. These and other arguments about 1948 are made in this book. As an atheist living in New Zealand I don't have skin the game but however I do wish to know the truth about the Israeli Arab conflict. This book has helped in that regard.


Click here to write your own review.


Login

  |  

Complaints

  |  

Blog

  |  

Games

  |  

Digital Media

  |  

Souls

  |  

Obituary

  |  

Contact Us

  |  

FAQ

CAN'T FIND WHAT YOU'RE LOOKING FOR? CLICK HERE!!!