The Japanese Numbers Game Book

من المهم قراءة هذا الكتاب، إن كنت تريد أن تعرف حالة اليابان اليوم، وأين ستتجه في المستقبل. ويقول الباحث الأمريكي جون ناثان وهو مؤلف الكتاب الذي أنفق 45 سنة في دراسة ورصد وتحليل كل ما يتعلق بهذا البلد المهم "استطاع المجتمع الياباني في آخر 150 سنة أن يتعامل في الغالب بمرونة وكفاءة، مع كل الآثار الصعبة والقاسية لعمليات التحديث والتصنيع التي مرت به، بالإضافة للحروب التي خاضتها البلاد". ولكن ناثان يبين أيضاً أن اليابان تدفع في المقابل أثمان باهظة لكل التغيرات التي تطرأ على المجتمع الياباني، وعلى ثقافته وهويته.

ونتيجة لأن الأثمان أصبحت باهظة أكثر من أي وقت مضى، ولأن الطاقة الاستيعابية للمجتمع الياباني لم تعد تتحمل المزيد على ما يبدو فقد انفجرت العديد من الظواهر السلبية في قلب هذا المجتمع مثل :

• عودة القومية اليابانية المتشددة لتطل برأسها بقوة، وأصبح هذا واضحاً ليس فقط في تبني بعض زعماء الأحزاب السياسية لها، بل حتى في المنتجات الفنية والترفيهية مثل: رسوم المانغا التي أصبحت تتحدث عن التاريخ الياباني أثناء الحرب العالمية الثانية بلهجة ايجابية وفخورة
• التآكل التدريجي في القيم العائلية التقليدية التي يقوم عليها المجتمع الياباني، والتي أسست لاستقرار مجتمعي وثقافي ونفسي استفادت منه اليابان ككل، بما ذلك شركات القطاع الخاص
• التشتت الذي أصاب النظام التعليمي في اليابان، حيث لم يكتمل تحول هذا الانتقال من نظام تعليمي تقليدي يعتمد على الحفظ والانضباط الصارم، الى نظام اكثر حيوية، يتيح للقدرات والمواهب الفردية للطلاب
بأن تظهر للسطح

ولكن ناثان يشير في المقابل لعدة ظواهر ايجابية تصاحب هذه التحولات الاجتماعية والثقافية والنفسية الكبيرة في جسد اليابان، ومنها، ظهور فئة كبيرة من رجال ورواد الأعمال الشباب الذين يرتقب أن يكونوا المحرك الحيوي للاقتصاد الياباني في السنوات القادمة ويخصص مؤلف الكتاب فصلاً كاملاً للحديث عن هذه الفئة بكل احلامها وتحدياتها ومشاكلها وظروف نشأتها وقصص نجاحها وفشلها. كما أن الكاتب يخصص فصول أخرى للحديث عن القوى الاجتماعية التي تغير اليابان حالياً، مثل المهاجرين، والمرأة، والأقليات وغيرها.

ميزة هذا الكتاب، هي أننا نستطيع قراءته ومقارنة حالة اليابان المذكورة فيه، مع البلدان الشرقية الأخرى، التي تمر بنفس التحولات الاجتماعية والثقافية السريعة.