A decade of sectional controversy, 1851-1861 Book

في فصل خاص من كتابها: "السيطرة الغامضة؛ السياسة، الخطاب، والرموز في سورية المعاصرة" تفرد الباحثة ليزا وادين عدة صفحات ثمينة للحديث عن مظاهر الطاعة التي كان نظام حافظ الأسد يطالب بها مواطنيه، أو يقوم بها مواطنيه دون أن يطلب منهم أحد ذلك. في حالات كثيرة ذكرتها الباحثة تتم المبالغة بوضع صورة حافظ على السيارة أو مدخل المتجر أو كتابة دعاء له، أو المزايدة أثناء نقاش ما يحدث فيه تمجيد لشخصية تاريخية كبيرة كصلاح الدين فيخرج التساؤل تلقائيًا ولماذا لا تكيل هذا المديح للقائد حافظ الأسد؟!!ـ هذه الحاجة الأبدية لدى الطاغوت للإعتراف من جانب من يعانون من ظلمه، بل وإظهار ذلك من خلال بعض المظاهر المضحكة التي يستطيع أصغر طفل أن يدرك كذبها خط طويل ممتد. إن شبكة كاملة من الأكاذيب تنشأ وتترسخ بالممارسة اليومية العملية رغم إدراك الجميع بما فيهم أعضاء الحزب الحاكم مدى هشاشتها وبعدها عن أفكار ومشاعر الناس الحقيقية تجاه حافظ ونظامه. انها "مظهر النظام"، ومظهر النظام هذا ليس مجرد الصورة الظاهرية التي يحاول النظام أن يشير بها إلى نفسه باعتباره نظامًا شرعيًا محبوبًا من شعبه، بل إنه عمليًا ونتيجة الممارسة المستمرة للأكاذيب يصبح الأساس الوحيد الذي يبرر به النظام شرعيته، فتتحول إلى عملية نفسية معقدة من إنكار الكذبة وتصديقها. إنه أمر أشبه بالجنون.


في سياق أخر يروي محمد المخزنجي في "لحظات غرق جزيرة الحوت" عن مواطن أوكراني أو سوفييتي لا أذكر على وجه التحديد هرب إلى "الغرب" عن سر هروبه فقال: أود حماية أولادي من نتائج الكذب